محمد سيد أحمد (أبوظبي)

أبقى الوحدة كرة القدم الإماراتية في الصورة الآسيوية، بتقديمه وجهاً مختلفاً عن بقية ممثليها في دوري الأبطال هذا العام، وحافظ على عودته القوية بعد كبوة البداية، بالفوز الرابع على التوالي وهي سلسلة انتصارات غير مسبوقة في تاريخ مشاركاته بالبطولة، بجانب أن فوزه على لوكوموتيف أمس الأول على استاد آل نهيان بالجولة الخامسة من مباريات المجموعة الثانية، يمثل انتصاراً تاريخياً للعنابي الذي لم يسبق له الفوز على أي فريق أوزبكي من قبل خلال 10 مواجهات سابقة جمعته مع الفرق الأوزبكية، حيث تعادل في مباراتين فقط منها أمام بختاكور وبونيدكور في نسختي 2004 و2011 التوالي، ثم تعرض للخسارة في مبارياته الثلاث الأخيرة أمام لوكوموتيف بالذات، قبل أن يعود أمس الأول، وينهي هذه المعاناة بفوز مستحق.
وحقق الوحدة العديد من المكاسب المعنوية بجانب حسمه التأهل إلى ثمن النهائي، رفقة الاتحاد السعودي الذي تغلب على الريان أمس الأول أيضاً، لتكون مواجهتهما بالجولة الأخيرة لحسم الصدارة فقط، فلأول مرة يتخطى الفريق هذه المرحلة منذ 12 سنة، إذ بلغ نصف النهائي لآخر مرة عام 2007.
وتعد نسخة 2019 الأبرز للفريق، فبعد انطلاقة سيئة كلفته الخسارة الوحيدة أمام لوكوموتيف بالذات، عاد ليفرض هيبته علي المجموعة باكتساح الاتحاد، ثم فوزين متتاليين على الريان، وأخيراً رد الاعتبار أمام الفريق الأوزبكي، ويحسب لـ «أصحاب السعادة» تغلبه على غياب 4 عناصر مهمة بسبب الإصابة والإيقاف، وتحقيقه المطلوب بالتأهل دون ترك الأمور لمصير مجهول في الجولة الأخيرة.
ويدين الفريق بشكل كبير لمدربه الهولندي تين كات الذي عرف كيف يعيد إليه الثقة المفقودة ويقوده لسلة من الانتصارات الجيدة، على الصعيد القاري والمحلي.
تين كات بدا سعيداً بالانتصار والتأهل ووصف الوحدة بأفضل فريق في الدولة بالفترة الحالية، التي تشهد تقديم الفريق مستوى عالٍ، هو الأفضل له منذ سنوات طويلة على الصعيدين المحلي والقاري، بالرغم من قصر المدة التي قضاها مع الفريق.
وقال الهولندي: الوحدة أصبح يمتلك أفضل فريق، وهذا لم يأت من فراغ، بل بجهد وعمل كبيرين من اللاعبين، الذين قدموا واحداً من الأشواط القوية أمام لوكوموتيف، وتابع: لقاء الجولة الأخيرة يهمنا الفوز به رغم التأهل لأننا نريد إنهاء مرحلة المجموعات في الصدارة، لدي ثقة كبيرة أن اللاعبين لو قدموا المستوى الهجومي القوي نفسه في مواجهة أي فريق آخر، فإن العنابي ستكون له الغلبة، نحصد حاليا ثمار العمل الكبير الذي قمنا به في الفترة الماضية، ولدينا فريق قوي بالفعل، فإحراز 11 هدفا في 3 مباريات على ملعبنا في دوري الأبطال يجعلنا فخورين، وهذا عمل أهنئ فريقي عليه، ليس علينا التفكير في ثمن النهائي الآن، يجب علينا أن نفكر فقط في لقاء الاتحاد في جدة هذا الشهر لان الأهم لنا حالياً أن نبقى في صدارة المجموعة.
قال: الضغط الكبير من المنافس في الشوط الأول دفع فريقي إلى التراجع، لقد عانينا من غيابات مؤثرة بالذات في وسط الملعب، لكن الموقف اختلف كلياً بالشوط الثاني حيث لعب محمد برغش وشانج ريم، اللذان يجيدان اللعب في أكثر من مركز ودخول خالد الظنحاني بديلاً لحسين عباس له دور مؤثر في هذا التحول.
وذكر تين كات أن الحديث عن التحضير لدور الـ16 ما زال مبكرا، خاصة انه يقام في استهلال الموسم المقبل، والذي قد تسبقه تغييرات محتملة في بعض العناصر، وعلينا التركيز في المباريات الأربع المتبقية في دوري الخليج العربي.

سمعة: الجماعية سر التفوق
وظف النجم إسماعيل مطر خبرته وقدراته الكبيرة لمصلحة العنابي، وقاده للعمل بتوازن خلال اللقاء وبشكل خاص في الشوط الثاني، ليستحق لقب رجل المباراة عن جدارة، لكن «سمعة» وبتواضعه الكبير نسب الفضل إلى زملائه في الفريق، والعمل الجماعي الذي قاموا به خلال المباراة.
وقال: أشكر زملائي على ما قدموه في المباراة وعلى مساعدتي في الظهور بهذا المستوى، في مباراة صعبة وأمام فريق قوي يضم أبرز لاعبي منتخب أوزبكستان، وأضاف: العودة أمام منافس قوي بعد أن تتأخر في النتيجة، فهذا أمر يعكس أن الوحدة يتطور باستمرار ويقدم الأفضل في كل مباراة في هذه البطولة، لوكوموتيف منافس صعب، وبفضل توجيهات المدرب تمكنا من حصد 3 نقاط مهمة ضمنت لنا التأهل إلى دور الـ16، وهذا هو الأهم في هذه المرحلة، يجب ألا ننظر إلى الماضي، وعلينا أن نتطلع إلى المستقبل، وعدم التمكن من بلوغ هذه المرحلة في الـ12 عاماً الماضية بات من الماضي، تركيزنا يجب أن يكون في القادم، والأهم أن نحافظ على صدارة المجموعة بالجولة الأخيرة عندما نواجه الاتحاد.

العكبري: الفوز أجمل هدية
برز مشهد وجود لاعب الفريق أحمد العكبري، في الملعب مسانداً لزملائه بالفريق للمرة الأولى، منذ الحادث الأليم الذي تعرض له قبل فترة ليست بالقصيرة، وهو الأمر الذي نثر الفرحة بين جماهير الفريق في استاد آل نهيان، قبل بداية المباراة. العكبري حضر على كرسي متحرك، وبعد نهاية المباراة شارك زملاءه وجمهور ناديه الأفراح، وسط ترحيب كبير بعودته من الجميع، وعبر عن سعادته بالفوز والتأهل: وقال: أهنئ الجميع على حسم التأهل قبل جولة من الختام، لقد كانت أعظم هدية بعد عودتي إلى الدولة منذ فترة طويلة قضيتها في الخارج للعلاج.
وتابع: أتقدم بالتهنئة إلى سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس نادي الوحدة، وإلى كل أسرة النادي من إدارة ولاعبين وجهاز فني وإداري وجمهور، وقال: الوحدة يقدم موسماً غير في آسيا، وأتمنى أن يواصل بذات القوة حتى النهاية.
وعن علاجه، قال: أنا سعيد بالوصول إلى هذه المرحلة من التعافي، وأن أتمكن من التحرك على كرسي متحرك، لكن رحلة العلاج ما زالت طويلة، حضرت إلى الوطن لقضاء شهر رمضان بين أهلي، وبعده سأعود لاستكمال العلاج في فرنسا، وما زالت أحتاج إلى وقت طويل حتى أتعافى تماماً.

فيودوروف: نقص الخبرة سبب الوداع
أعرب أندري فيودوروف مدرب لوكوموتيف، عن حزنه لخروج فريقه من السباق على التأهل، والذي حسمه الوحدة والاتحاد بفوزهما أمس الأول، وقال: نتائجنا ليست مرضية، صحيح قدمنا مستويات عالية في بعض المباريات، لكن ذلك لم يسعف الفريق الذي افتقد الخبرة أمام منافسين أقوياء، لقد قدمنا مستوى جيداً، وكنا الطرف الأفضل أمام الوحدة بالشوط الأول، وصنعنا خلاله فرصاً عديدة، لكن الوحدة تفوق في الشوط الثاني، بامتلاكه منطقة الوسط واستحواذه أكثر على الكرة، لم نحقق تطلعات جمهورنا، وعلينا أن نطوي صفحة البطولة، وأن نركز على الدوري المحلي، ونأمل أن نعود بشكل أقوى في النسخة المقبلة من دوري الأبطال.

حيدروف: راض عن الظهور الأول
عبر عزيز بيك حيدروف، لاعب لوكوموتيف وصاحب التجربة الطويلة في ملاعبنا، عن رضاه عما قدمه في المباراة في أول ظهور له مع الفريق، وقال حزين للنتيجة بالطبع، لكنني راض عما قدمته في أول مباراة اظهر فيها مع لوكوموتيف، كنت أعلم أننا أمام مواجهة صعبة، الوحدة يلعب بضغوط أقل، لأنه يتصدر المجموعة نقطة فقط كانت تكفيه لضمان التأهل، أعتقد أننا قدمنا شوطاً أول جيداً افتقدنا فيه اللمسة الأخيرة الجيدة، وفي الشوط الثاني رغم تقدمنا في النتيجة إلا أن الوحدة كان الأفضل وترجم ذلك بالفوز.
وتابع: أهنئ الوحدة بالفوز، وسعدت جداً بالعودة مرة ثانية إلى بلدي الثاني الإمارات، أسرتي ما زالت تعيش هنا، وأين ما ذهبت إلى بلدي أو إلى أي مكان آخر فإنني دائماً ما أعود إلى هنا من جديد، لأنني وأسرتي نستمتع بالعيش في هذه الأرض الطيبة.